استضافت العاصمة البريطانية لندن المجلس التحكيمي الدولي لمؤسسة "تكريم"، الذي التأم لاختيار الفائزين لدورة هذا العام، غير أن فرحة مؤسسة "تكريم" في اجتماعها، شابتها غصة بغياب إحدى أهم ركائزها وأحد أعضاء مجلسها التحكيمي. إنهاصاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل -يرحمها الله-، حيث شاء القدر أن يفقد العالم بوفاتها إحدى أبرز الناشطات في مجال العمل الإنساني والاجتماعي في السعودية، لتبقى أعمالها ونهجها، مصدر إلهام للتكريم وللعالم العربي بأسره، لقد كانت سموها منبع نشاط وهمة في العمل كالغيث أينما حل نفع وإذا رحل بقي أثره في الأرض.

ووفاءً لما قدمته صاحبة السمو الأميرة البندري -يرحمها الله- للقطاع الخيري والعمل الإنساني، أقامت مؤسسة "تكريم" مناسبة احتفاء لذكراها، تجسّدت في جائزة استلمها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالرحمن الفيصل بالنيابة عن عائلتها. كما ألقى كل من الإعلامي ريكاردو كرم والبروفيسور السير مجدي يعقوب والسيّد حسن دملوجي كلمات سردوا فيها بعضاً من مآثر الأميرة الراحلة، وسلطا الضوء على الأعمال العديدة التي قامت بها في المجالين الإنساني والاجتماعي.

وكانت صاحبة السمو -رحمها الله- قد شغلت منصب الرئيس التنفيذي في مؤسسة الملك خالد، وهي حفيدة كل من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، وابنة صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز آل سعود.

والأميرة البندري حاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك سعود في الرياض، وأكملت مشوارها التعليمي في الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في السياسات العامة من كلية هارفارد جون كينيدي للدراسات الحكومية في كامبريدج عام 1998م. أدارت سمو الأميرة البندري مؤسسة الملك خالد منذ العام 1999. لاحظت خلال عملها حاجة المملكة العربية السعودية إلى بناء القدرات في مجال المؤسسات والمنظمات غير الربحية، فباشرت في مساعدتها على وضع الخطط وتطوير البرامج وتدريب كوادرها على أرض الواقع، بغية بناء قطاع قوي في جميع أنحاء المملكة.

كما أسهمت أيضا في إطلاق وتأسيس مبادرات اجتماعية وبرامج مساعدات مختلفة، وجالت على المحافل الدولية، وشاركت في المؤتمرات لتسليط الضوء على أهمية بناء نظام خيري صلب قوي وفضلا عن ذلك فسمو الأميرة متحدثة ومحاورة منتظمة في المنتديات الوطنية والعالمية، وقد نشرت مقالات لاقت استحساناً وتقديراً دوليين. أسست مركزها الخاص للزمالة في "كلية كندي" لدعم طلاب الجالية العربية. كما كانت عضوا في عدد من المنظمات والجمعيات من بينها: "جمعية النهضة النسائية الخيرية" لدعم المرأة، و"جمعية صوت متلازمة داون"، والجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (إشراق).

رحلت سمو الأميرة البندري عن دنيانا إلى رب غفور رحيم وستبقى ذكراها محفورة في قلوبنا. اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها وطيب ثراها وأكرم مثواها واجعل الفردوس الأعلى مستقرها ومأواها.. آمين.